يتسائل البعض من الاصدقاء على صفحتنا والمواقع الالكترونية في بعض تعليقاتهم عن رقم الرئيس الايراني المنتخب؟، أو عن إسمه أو تحصيله؟ وهل هو من الحمائم او الصقور؟ او محسوب على المحافظين او المعتدلين ...الخ؟؟ . من مثل هذه الاسئلة التي تنتسب طائفة منها الى البراءة والسذاجة السياسية أو نستقرئها من صيغة الاستفزاز المبطن لكل سؤال حسب السائل والموقع المستهدف من السؤال. هناك من يسأل أيضا عن سمات مرحلة حكم الرئيس الايراني القادم سواء في ايران أو في إنعكاساتها المستقبلية على العراق والمنطقة. واذا كانت وكالات الانباء حملت اخبارا اولية عن فوز ملا روحاني ، ويتسائل معها البعض ما هو تأثير فوز روحاني على قضايا تدخل ايران المباشر في المعادلة السياسية في العراق؟ وهل سيصبح هذا التدخل اقل ، اكثر او نفس الوضع اذا لم يكن الأسوا كما هو متوقع ؟. يبقى جوابنا على كل تلك الاسئلة البريئة منها والمستفزة هو ان ايران محكومة بحاكم واحد، أحد ، حاكم لم تسمع غيره كل الاجيال الصاعدة منذ وفاة الشاه وبعده الخميني، فهذا الرجل ذي العمامة السوداء ويحمل لقب علوي "سيد" هو الدستور ، وهو مجلس الشورى، وهو مجلس الحكماء، وهو مجلس حماية الدستور، وهو مجلس الأمن القومي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، وهو الآمر الناهي كسلطة دنيوية وأرضية، وهو المرجع الأعلى كسلطة دينية وشرعية ... الخ. من تلك الالقاب التي لم يتقلدها شخص في التاريخ الغابر او الحديث. علي خامنئي اليوم حالة غرائبية يختزل بشخصه ايران كلها منذ كورش الى الشاهنشاه، وأخشى أن اقول ان الرجل يختزل الاسلام كله بمرجعياته على مر العصور منذ الدعوة النبوية الى يومنا هذا، فهو يمثل نفسه ويتمثلها بكل القاب وسلطات الدنيا ويضعها بمناصب شبه الهية ومطلقة تذكرنا بعوالم الأساطير المغرقة في القدم التي تناقلتها الحضارات والثقافات القديمة عن آلهتها وملوكها. عنوانه ووظيفته الأولى انه " المرشد الاعلى للثورة الاسلامية" ، وعليكم ان تتفطنوا ان الرجل لا يعين نفسه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية هنا أو حتى الثورة الإسلامية في إيران بلد ولادته واقامته؛ فهو المكلف بولاية الفقيه، وإدارة وقيادة الثورة الاسلامية في كل بلد في العالم وفي كل بقعة تختارها إيران للتدخل أو اشعال الفتن او النفوذ. أما هذا الفقيه فلا يعلم بقدراته وملكاته البشرية والروحانية الا الله، ولا احد يدرك حدود دستوره وتاريخ نهاية ولايته ولا شكل قراراته الا الراسخون في العلم. وردا على المتسائلين عن مصير ايران والمنطقة بعد كل مسرحية إنتخابية تجري فصولها بطهران نقول: لا تغركم المظاهر الشكلانية في الخطاب الايراني الذي بات بلا مضمون ولا يقنع أحدا وخاصة الشعب الايراني. والعراقيون من خلال محنهم وبالكوارث التي مرت على بلدهم خبروا من هذا الخامنئي ومشروعية ولايته، ومن هم موظفوه المعينين في رئاسة الجمهورية الاسلامية في ايران. العراقيون والايرانيون والافغان والباكستانيون يعرفون مواقف الرجل من خلال موقفه من مأساة الغزو والاحتلال الامريكي للعراق وايران وباكستان ايضا، ويعرفونه من خلال الموقف الايراني المريب والمشارك في كل خطوة أمريكية لتثبيت السلطة بيد العملاء والخونة والمرتزقة وخدام المخطط الامريكي ـ الصهيوني في المنطقة. ليس كل مايقال عن إيران له صلة بالاسلام، ولا بمبدأ الشورى الاسلامية، ولا حتى بالديمقراطية الشكلية في التعاقب على احلال رجل بآخر في العمل والتكليف بوظيفة رئيس الجمهورية، اعتاد الشعب الايراني رؤية أحد مشاهدها تقبيل المترشح ليد القائد الاعلى السيد علي الخامنئي أمام جمهور الناخبين والمنتخبين في حسنية جمرات في قم. لا أحد يحسد الشعب الايراني حتى لو انتخبت ايران اليوم رئيسها الجمهوري السابع او العاشر أو الألف . ان البلوى الطائفية التي يعيشها المشرق العربي والعالم الاسلامي هو شكل من اشكال الردة عن الاسلام واخوة الامم في التوحيد، والعالم الاسلامي يلمس كل يوم مظاهر الردة عن محاربة ما كان يشتم ويرجم لفظيا باسم الشيطان الاكبر التي كان يرددها الخميني واتباعه، والاسلام في إيران يعيش عصر الردة السياسية عن كل ماكان يقال عن المقاومة ضد الصهيونية ايضا؛ لان المتحاربين اليوم في اتون الحرب الطائفية في ايران والبحرين واليمن وباكستان وافغانستان والعراق وسوريا ولبنان وغزة والضفة وبلدان عربية اخرى مرشحة هم مسلمون وعرب تذكي الفتنة الطائفية وتؤججها بينهم دولة ولاية الفقيه في طهران ، ايران اللا جمهورية، وتشترك قيادتها بشخص الخامنئي في استمرار لعبتها بتمزيق المسلمين أيضا مستغلة صراعات ما تسمى طوائف الاسلام السياسي والفرق الوهابية ودعاة حفر الخنادق المذهبية ويتصدرهم مرتزقة العمل السياسي باسم الدين. ما الفرق بين ملا علي وخوجة علي وسيد علي، وكلهم واحد، لعل المحتفلين بفوز الرئيس الايراني الجديد يتحفوننا بتنظيراتهم هذه الليلة التي لا يمكن تسميتها الا استدلالا بعنوان المسلسل العربي المعروف : " ليلة القبض على فاطمة " أو " ليلة القبض على ايران" وصاحب أمر القبض القائد بأمره سيد علي.