منذ فترة اخذ الشارع العراقي المحلي يتناول بشكل مكثف حديثا ينتهي إلى ملخص يفيد (( بان حزب البعث العربي الاشتراكي سيعود إلى قيادة الحكم في العراق خلال فترة قريبة جدا لا محال خصوصا بعد أن بدأت ملامح انهيار حكم آل الأسد في سوريا تبدو واضحة للغاية وان رجال البعث الآن يكثفون جهودهم في حملة واسعة لشراء مختلف أنواع الأسلحة واعتدتها لتوزيعها على أعضاء الحزب وجماهيره خصوصا في منطقة حوض الفرات الأوسط ومحافظات جنوب العراق تمهيدا لشن هجوم واسع على المنطقة الخضراء يقوده وينفذه رجال البعث والمقاومة الوطنية في المناطق الشيعية ومدعوم من باقي مناطق القطر )) انتهى الخبر ....!!!! بالتزامن مع تسريب هذا الخبر وكواقع حال على الأرض قامت حكومة الاحتلال بإغلاق مكاتب المتاجرة بالأسلحة الشخصية الخفيفة وحضرت تداولها أو حملها بينما قام أتباعها بتنظيم حملات واسعة لشراء الأسلحة بأسعار مغرية تبدو كأنها جهود فردية احترازية تحت ذريعة ضرورة الدفاع عن النفس عند الحاجة . ورغم إن حكومة العملاء تعيش في مستنقعها الضحل منفردة بعيدا عن الشعب وتكذب وتروج لما تريد وتصدق كذبتها فان هذا الخبر يعبر عن خوفهم ويؤرقهم وهو تمهيد لما بعده من إجراءات تعسفية ستطال الأبرياء والقوى الوطنية والرافضة للاحتلال بأي شكل وتدلل على ضعف عملاء المحتل وجبنهم فان هذا الخبر ربما يمر بشكل طبيعي ويمكن أن يصدقه المواطن البسيط ولكنه يترك تأثيره في المجتمع باتجاهين الأول منهما ايجابي يسر نفس عامة الناس وكل من يتطلع إلى حرية الشعب العراقي متوقع لأنه يوحي بنهاية حكومة الاحتلال الحتمية القريبة ويبعث في النفوس الأمل ولكنه في نفس الوقت يترك أصحابه في حالة من الخدر والتراخي بانتظار إعلان ساعة الصفر ويربط بينها وبين ما ستنجلي عنه نتائج أحداث سوريا بينما يترك أثرا سلبيا لدى شريحة أخرى من الشعب لان الربط بين القضية العراقية والقضية السورية هو تحجيم وتقزيم مقصود للجهد الوطني العراقي المقاوم الذي ركع الأمريكان وأجبرهم على تغيير خططهم وتكتيكاتهم في المواجهة وإعلان انسحابهم من القطر وهذا الاتجاه يحمل قي دواخله إيحاء مبطن بطائفية الجهاد والنضال في كلا القطرين الشقيقين على الرغم من النهج الواضح لكل منهما ولكن بالبحث عن النماذج المروجة لهذا الخبر ومصادره هنا في داخل القطر في محافظات الوسط والجنوب يمكن الوقوف عند حقيقته وغاياتهم وهدفهم منه فقد تبين من خلال المتابعة والتقصي تشخيص عملاء المخابرات الكويتية ينافسون عملاء حكومة الاحتلال وفيلق القدس الإيراني في شراء كل أنواع قطع السلاح الخفيف والمتوسط وهي طريقة مناسبة لهم لسحب الأسلحة من الشارع في نفس الوقت الذي يخلطون فيه الأوراق لحماية أنفسهم فيشيعون بين الناس الخوف من بطش الحزب حين عودته لاستلام السلطة بكل من انخرط للعمل في أجهزة الدولة العراقية وخصوصا في السلك العسكري وتهويل نتائج المحاسبة الشعبية لمن سرق قوت الشعب العراقي وتآمر عليه ويتحدث عن قمع طائفي وتهديم المساجد ودور العبادة وما شاكل ذلك من وسائل الرعب والتخويف في نفس الوقت الذي يسعون فيه لإيجاد مبرر ينقذهم من أزماتهم المتلاحقة ومن تناحرهم المستمر على كراسي السلطة لسوء الإدارة والفساد وانعدام الخدمات والبطالة وطريقة يعتقدون أنها مناسبة لامتصاص نقمة المواطن العراقي وتذمره إن الحقيقة السهلة التي يصعب على هؤلاء العملاء فهمها هي إن حزب البعث العربي الاشتراكي وأبطال المقاومة العراقية الباسلة ليسوا بحاجة إلى شراء السلاح التقليدي ولا غيره لأسباب عديدة من بين أهمها أن سلاحنا الأكبر والأقوى والأمضى هو عمق إيماننا الفعلي والحقيقي بحتمية انتصار إرادة الجماهير في التحرر من أي تبعية للأجنبي وتقرير مصيرها بنفسها وان الاحتلال وعملائه إلى زوال مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن وان ما أعدت له قيادتنا الحكيمة لوجستيا وتعبويا منذ ما قبل الشروع في المعركة مع التحالف الأمريكي الصهيوني الفارسي المعتدي لفترة طويلة معتمدة على الإمكانيات الذاتية وإبداعات عقول رجال التصنيع العسكري الأبطال في تطوير إمكانياتهم القتالية والاهم من ذلك فان المواطن العراقي الذي يمثل امتدادنا عمقنا الاستراتيجي وحاضنتنا الكبيرة ومصدر طاقتنا وانطلاقنا إلى النصر الحاسم يحجم عن بيع السلاح إلى هؤلاء في نفس الوقت الذي يتبرع فيه بسخاء إلى فصائل المقاومة لأنه يدرك مقاصدهم وان من يبيع سلاحه إلى عملاء المحتل سيجده في الغد بيد العصابات الإجرامية ومليشيات الغدر موجها إلى صدره بينما أسلحة المقاومة توجه إلى صدور المحتل وعملائه وشتان بين هذا وذاك . إن أساليب عملاء الاحتلال الرخيصة أصبحت معروفة ومكشوفة لكل مواطن وأصبحت سلوكياتهم مواضيع للتندر والاستهزاء بين الأطفال وكل من سار على نهجهم يجد صعوبة بالغة في التعايش مع الناس لعجزهم عن إيجاد ما يبررون به طرحهم بعد سقوط قناع الطائفية الذي يتسترون به .