التاريخ بدأ عند ضفاف دجلة و الفرات و في ذلك لا نتجنى علي أي مجال جغرافي و لا علي أي مكون من المكونات التي تتشكل منها الأمم التي تقطن اليابسة...حقيقة تؤكدها الوثائق الصامتة و المكتوبة كما تؤكدها الأساطير سواء المنقوشة بالمسمارية علي الألواح الطينية و المسلات ... أو التي ضمنها رب العزة و الجلالة في ما أنزل من كتب مقدسة و القرآن خاتمها ... و من بعدها الحقائق بكل ما تحفظه المراجع لنا و في شتي مجالات الفعل الانساني المتطلع الي الصعود و النهوض و في ذلك كان لدجلة و الفرات الدور الأساس و عندما نقول دجلة و الفرات فهو الرمز الأزلي للعراقي الأبي الذي يجمع بين صفتي الخير و العطاء ـ الشهامة و الغيرة ان تعاملت معه بصفاء النية و قدسية المكان الذي يحتله ... و الرجولة و الجرأة ان سولت لك نفسك استغفاله أو التجاوز علي حقه ... سنفونية تقوم علي ثنائية موروثة و أزلية تفسر بمفهوم الصراع بين الخير الذي يمثله دجلة و الفرات و الشر الذي يستهدفهما ... سنفونية بمفهوم العزف التاريخي للأنبياء و الرسل حيزا متميزا بائنا بداخلها فيها ما هو تراجعي مؤلم و حزين و أغلبها تصاعدي متألق حد المثال منذ العهد السومري الأول و الأكادي و البابلي القديم و الآشوري و البابلي الحديث مرورا بذي قار و القادسية و عهد العالمية وصولا الي ثورة العشرين و ثورة 17 ـ30 تموز/جويلية 1968 و بناءاتها الشامخة اجتماعيا و اقتصاديا و علميا و ثقافيا و سياسيا و هذا البناء الأخير مثال بكل ما يعنيه المثال في ذهن من يروم النهوض ... عجز العرب عن فهمه رغم ألقه الذي تجلي لهم في 08 ـ 08 ـ 1988 ... فبدلا من تحويله الي سنفونية للأمة العربية عامة و ان هو كذلك في ضمير أبنائها الخييرين قاطبة حد اللحظة و سيبقي كذلك تاريخا يعزف من خلاله نشيد النهوض و الارتقاء ... حولته الأنظمة الحاكمة في رقاب الأمة و الشعب الي عزف منفرد فوت علي الأمة اللحظة السانحة في أن تكون أمة الأمن و الآمان و التسامح المتصل وجدانا برسالتها الخالدة أمة البناء لا أمة الهدم كما تسعي الأنظمة بحواضنها لجعلها بصيغة المرحلة ... ألا خاب فألهم و فأل من يخطط لفعلهم و يساعدهم علي ذلك ... و فألهم خائب بطبيعته فيوم 08 ـ 08 ـ 1988 متجدد عند الرجال يعزفون أنشودته بهمة و عزم و بصيغتهم و رؤيتهم التي بها تحقق حتى كنس أخر عميل و منبت بعد أن أغرقوا المحتل في مستنقع حلمه في جعل دجلة و الفرات تعزف علي أنغام رؤيته لعالم تكون له اليد الطولي فيه ... فهل ستعزفون يــــا عرب أنغام دجلة و الفرات أم بعدكم مصرون علي العزف المنفرد ؟؟؟