تمر اليوم علينا ذكرى تأسيس البعث ونحن على مفترق طرق خطير لطالما حارب البعث ضده من اجل القضاء على الانقسام وتحقيق الوحدة التي ينادي بها ، فما الانزلاق الى طريق الهاوية والعمالة والانجرار وراة المستعمر الجديد او التمسك بطريق الوحدة والحرية ، وهذا ما جعلني ادخل في جدال عميق مع العديد من الناس المناصرين والمؤيدين ومنهم المعارضين ومنهم من هم ابناء البعث ، كانت فحوى الجدال هي هل ان البعث عقيدة ام حزب كما درج الاصطلاح بالعامية والفصحى . المتتبع لتاريخ البعث منذ تأسيسه سواء كان عدوا له ام منتميا ام محايدا يجد ان البعث قد مر عمليا بالعديد من المنعطات الخطرة والنكسات والازمات التي ان زادت من شئ فأنها زادت من صلابته وقوته فمن ازمة فلسطين الى ردة تشرين الى نكسة حزيران الى احتلال العراق ناهيك عن المؤامرات الداخلية والاستهداف الاجنبي والا لماذا استهدف العراق بالذات ؟ ولكن لم تهدأ حركة البعث ولا افل نشاطه بل زاد فنراه ينتشر بين الاقطار قويا صلبا من العراق الى تونس ومن سوريا الى السودان واليمن وغيرهم ولم تشهد تلك الاقطار انتشار فكر مثلما شهدته مع البعث فالعرب واقولها جذلا لم يتفقوا على شئ كما اتفقوا على البعث فانتشاره يعني تفوقه فكريا على حالة الانقسام وتفوق فكره الثوري على الكثير من الاحزاب الضيقة الانتشار والتي تحمل افكارا هدامة او متطرفة . فهل هو فكر وعقيدة ام حزب ؟ وانني مع الرأي الاول ومنحاز له بشدة فهو عقيدة وفكر حتما والا لما انتشر بهذه السرعة وترسخ بتلك القوة ، فهو ليس حزبا بالمعنى النظري للكلمة لانني عندما اطلق كلمة حزب فكأنني اتخيل جدرانا تحيط بالفكر فتغلق عليه المنافذ وتحصر انتشاره اما الفكر الذي نحمله والعقيدة التي نؤمن بها (البعث) فهي اكبر واوسع لاتعمل في نطاق ضيق ولا تحدها جدران ، هذا الفكر الذي يبني اوطانا ويصنع الثورات هذا الفكر الذي يصنع رجالا ويتخذ المواقف ويغير وجه التاريخ . والذي يمر به احيانا هي ليست سوى رياح تمر بجبل ودليلنا ما مر به البعث في العراق بعد الاحتلال من اقصاء وملاحقة وتقتيل ومحاكماة حتى وصلت لاعدام قائده الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ا ان البعثيين الحق لم يتزحزحوا عن مكانهم قيد انملة فهم يقاومون ويقاتلون ليس لاسترجاع مكانتهم او كراسيهم كما يضن البعض وانما من اجل العراق وما حل به من ويلات فقلاع البعث تأبى ان تتهدم او تنثلم اسوارها مهما حصل ورجالاتها احرار اشداء مهما كان العدو قاسيا . فيحيا البعث ما حيينا وعاشت امة العرب واحد ذات رسالة خالدة ، رحم الله شهداء البعث ممن ذادوا عن شرف عقيدتهم واوطانهم ولم يتزحزحوا عن مواقفهم ولم يرتضوا عرض الحياة الدنيا بل اصرا على ان يكونوا مثلا يحتذى به . نعم للوحدة والحرية والاشتراكية رغم انوف العملاء وانصاف الرجال والاحتلال . عاش فكر البعث وعقيدته الثورية في كل مكان وزمان. رحم الله شهيد البعث الرئيس الرفيق صدام حسين تغمده الله برحمته واسكنه من جناته فسيحها وعلى مراتبه مع الشهداء والصديقين .