الطغاة فقط هم من يتعكزون على الشرعية المستحدثة. وأقصد بالمستحدثة هي التي تأتيهم في غفلة من الزمن . ودون ارادة الشعب . فقد سبق نوري المالكي من فقد الشرعية المستحدثة , من أمثال زين العابدين طاغية تونس , عندما تصور بأنه امتلك الشرعية بأستلامه الحكم بطريقة سلمية من معلمه بورقيبة. وطاغية مصر مبارك الذي "دوشنا " بشرعية الضربة الجوية الاولى في حرب أكتوبر. وقد كشفت الصحفية سكينة السادات شقيقة أنور السادات , بأن شقيقها الاصغر "26" عاما هو صاحب الطلعة الجوية الاولى حيث أستشهد على أثرها. كما كشف الكاتب محمد حسنين هيكل , في حديث له مع الاعلامي محمود سعد وعلى الفضائية المصرية الحكومية. أن الضربة الجوية لم تكن الحاسمة في نصر أكتوبر ، قائلا :" الضربة الجوية اقتصرت فقط على ضرب موقعين صغيرين في سيناء للرد على النكسة ورفع الروح المعنوية للجنود ، وأنا شاهد والسيدة جيهان السادات على ما جرى بين الرئيس الراحل أنور السادات والفريق أحمد إسماعيل في هذا الصدد ، كان الأمر أشبه بمباراة تنس ، تذهب الطائرات المصرية إلى شرقي القناة وتعود وهو الأمر الذي رفع معنويات الجنود قبل العبور". وعن شرعية نصر أكتوبر قال هيكل :" هذا البلد ليس مدينا لأحد ، الكل مدين له ، يوجد أشخاص أجدر بشرعية نصر أكتوبر من مبارك مثل سعد الدين الشاذلي وعبد المنعم رياض وآخرين ، وبصفة عامة ، لا يصح أن يرتب أحد شرعية على مشاركته في حرب أكتوبر". أذن هناك من هم وكما يقال بالعرف العراقي " أجبش " من نوري المالكي في التأريخ السياسي . ولم ينحرفوا عن الجادة الا بعد ان طال بهم الجلوس على الكرسي . ومن يطول جلوسه تلتف من حوله الزبانية والمريدين , فيأخذون بيد الحاكم الى ما يريدونه هم لا الشعب. أما صاحبنا المالكي فهو حديث عهد بالسلطة . وبتأريخ ميلشياوي أدخل لاول مرة ثقافة التفجيرات والاغتيالات الى العراق . أي منذ تأسيس حزبه الدعوي الميلشياوي. وقفز الى السلطة كرئيس وزراء تصالحي , عندما تصارع امراء الطوائف على اسماء ايضا "أجبش" منه . وما أن استفرد بالسلطة غدر بمن أوصولوه . وشهدت السنوات الخمس التي تفرد بها بالسلطة , رضا من الخبثاء الثلاثة اسرائيل وايران ومشيخة الكويت . طبعا بمساندة الراعي المحتل الولايات المتحدة الامريكية . وعاد الى كرسي رئاسة الوزارة مجددا بصفقة ايرانية صارخة. وضحك على ذقون القائمة العراقية الفائزة , التي أهدت أصوات الملايين العريضة التي انتخبتها الى عادل عبد المهدي . على أساس الاقوى في مناطحة المالكي . خسر علاوي وغنم المالكي كما احتفظ عبدالمهدي بالمنصب الشرفي المريح مجددا. حتى رفاق القائمة العراقية غنموا وصاروا اقرب الى حضن المالكي من حضن علاوي . وصالح المطلك الذي توسمت فيه على الاقل اقلاق المالكي , نجده اليوم هادئ هدوء طفل غنم أحدث اللعب المستوردة. الشعب يذبح في ساحة التحريروباقي مدن الوطن, وقناته الفضائية "البابلية" تجري معه حوارا عن مسيرة الديمقراطية في ظل الوزارة الجديدة , الذي غنم فيها منصب "خراع خضرة" لايهش ولاينش. ترى اية شرعية هذه التي يتشدق بها المالكي ؟.في عراق اليوم لاشرعية البتة . انه زمن شرعية الحرامية . برلمان مزور يحاكي آخر برلمانات الطاغية مبارك , الذي كان سببا للأطاحة به. في وقفة الغضب العراقي الشجاعة , فقد حتى هذه الاكذوبة . وسوف يرى ما لم يره من قبله اي حاكم عراقي , مزيدا من التظاهرات التي ستقلقه لا بل سترهبه ايما رهبة. وكما قلت في مقالة سابقة, عشية الانتخابات البرلمانية, سيعود المالكي للوزارة ولكن بشراسة أقوى. وتحقق ذلك عندما جابه شباب ساحة التحرير يوم 25 شباط بالحديد والنار. وعضو البرلمان المزور كامل الساعدى من فوق المطعم التركي يوجه قتلة الشعب. أية شرعية هذه يانوري؟ .. ورفقة الكراسي يتساقطون الواحد تلو الاخر . ويوم تخلع الشعوب الايرانية الدجال "علي خامئني" , أين تفر أنذاك يانوري ؟ . بعد ان تكون قد فقدت سندك . حاذر أن تعول على الاصدقاء الامريكيين, فأنهم لايعرفون الصداقة مطلقا. تذكر نوريغا وماركوس والشاه كانوا أعز أصدقاء امريكا . وأين هم الان ؟. هناك من مات .. ومن هو اليوم في سجون امريكا حتى الممات, من امثال نوريغا شريك بوش الاب في تجارة المخدرات. لقد افقدتك وقفة 25 شباط الباسلة , شرعيتك التي تعول عليها . لأنها شرعية الغش والتزوير. ومصيرك أجزم بأنه أكبر من مجهول .