ليس من الصعب تحديد المهم من مؤشرات ثورة الغضب الكبرى يوم 25 شباط 2011 وما نتج عنها وما سيؤول اليها من احداث .. لقد أثبت العراقيون في هذا البركان ان المهادنة عقيمة والسكوت على زمر السرقة والقتل والتزوير والكذب كان دافعا لهم للمضي في غيهم وحقدهم ومخططاتهم لتخريب العراق وإضطهاد شعبه .. علينا ان نؤشر: - إن إنتفاضة الشعب إنطلقت من مناطق كانت محسوبة على أنها أوكار ومخابيء لحزب الدعوة وسلطة الفاسدين .. وهي البرهان على أن قوة شعبنا لاتكمن فقط في وحدته الوطنية بل في قدرته على المناورة والثورة من حيث لا يحتسب الطغاة .. من الكوت والبصرة والسليمانية وتبعتها مدن ومحافظات العراق. - انها خلت من عمائم الفساد والتحريف والتأثير على العامة لمنعهم من التظاهر .. فلم يعد بعد اليوم مكان لمفسد يلتحف بعباءة اهل البيت ويروج لتجارة الفساد والقتل والسكوت على الحرمان. - انها خلت من غوغاء الصدريين وجيشهم القاتل وتيارهم المتلون الفاسد الذي باع أسلحته للمحتل ويروج اليوم للتهدئة والقبول بالطغيان والسرقة والإحتيال. - وانها كانت عراقية الهوى والمنهج والمطالب. - وأنها عامة وشاملة مستمرة ومتزايدة . - وبالرغم من إن البعض حمل شعارات ( تناهض البعث ) إلا انها كانت بدوافع غير واعية وتم حشرها بلا منطق او ضرورة لإستمالة أجهزة القمع المالكية .. ومع ذلك لم يسلم حاملوها من حملة القمع والقتل والإعتقال. كما يجب الإشارة الى الحقائق التالية : - أن هذه الثورة هي نتاج ظلم وقمع وقتل وتجويع وتهجير وتهميش وإعتقال وحرمان بدا منذ اليوم الأول للإحتلال ولحد الآن.وهذا ما ظهر واضحا في بطش السلطة وأجهزتها التي كذبت على العالم بإدعائها الديمقراطية وهي ترعى وتجهز هذه الجيوش القمعية من الجيش والشرطة والميليشيات والأمن المدججة والمجهزة بأحدث معدات القمع والإضطهاد والمهانة .. محاولة تحريف مهمات الجيش من حماية الوطن الى قمع الشعب. - سكوت ( الذين يجاهرون كذبا وزورا بأنهم حماة الديمقراطيات في العالم ) وخاصة الإدارة الأمريكية والبريطانية عن ممارسات سلطة الفساد القمعية وعدم التطرق لها سواء بشكل مباشر او من خلال قنواتهم المأجورة. - فشل نموذج الديمقراطية الأمريكية في العراق بعد كل هذه السنوات من الخسائر والتضحيات الأمريكية التي انتجت حكام فاسدين قمعيين دكتاتوريين وسراق وقتلة وظهور كذبة الإنتخابات الحرة والنزيهة .. فلا مكان للكلمة الحرة في عراق اليوم ولا لحرية الإعلام ولا سماع لمطالب مشروعة وبسيطة. - التأكيد الرسمي للمقاومة العراقية الباسلة بأن قتالها كان وسيبقى محصورا بالأعداء الغزاة المحتلين الذين احتلوا أرضنا واستباحوا عرضنا وسرقوا ثرواتنا ومعهم العملاء والجواسيس، حيث أقسم رجال المقاومة ونسائها وشبابها أن يضحوا بانفسهم عن ارض وشعب العراق الموحد بقومياته وطوائفه وأقلياته وأديانه، وهم يتغنون بشباب هذه الثورة وثوارها واعمدتها التي رفعت رؤوسهم عاليا وهم يمثلون شرف العراقيات .. - كذلك عاهدت المقاومة العراقية شباب الثورة بان إخوانهم رجال المقاومة الوطنية العراقية المسلحة وبجميع فصائلها المجاهدة هي دائما بينهم في المظاهرات يرصدون كل من يريد السوء بهم وسيكونوا لهم بالمرصاد مهما كانت الجهات التي ينتسبون له .. وستكون احضان الوطنية وعراق الرافدين مهللة لكل عسكري ينضم للثورة ويلتحق بفصائلها ويمتنع عن تنفيذ اوامر حكومة الإحتلال .. - وإن المقاومة العراقيةالباسلة بفصائلها الوطنية والقومية والاسلامية كلها وكافة القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وكل ابناء شعبنا العراقي الأصيل يقف مع الثورة ويناصرشبابها ويؤازرهم ويقاتل معهم .. وكل الخيرين في العالم العربي والإسلامي والعالم يتغنى بصمودهم وبسالتهم وشجاعتهم. - وإن هذه الإنتفاضة أسقطت شرعية دولة الفساد وسلطة المالكي وحكومته ومجلس نوابه الذين تلقوا صفعة الهزيمة هم وعمليتهم السياسية المخابراتية المهترئة لحين طرد المحتل وأذنابه . وأخيرا وليس آخرا فإن البعث هو الإبن البار للشعب .. والشعب حاضن البعث .. منه ينهل ولأجله يقاتل ويناضل .. وإليه يلجأ ويعود بعد كل صولة في جهاده اليومي مع كل ابناء الشعب بمختلف أطيافه وقومياته وطوائفه حتى النصر. هذا هو العراق .. وهذه هي معادنه ..