بعد طول صمت ، خرج علينا رئيس الحكومة نوري الهالكي ليقول انه قد أخذ التخويل من الكتل السياسية في الحكومة والبرلمان لتوجيه كلمة ونصائح للشعب . وكم كانت لهفة الشعب للاستماع الى نوع من التنازلات خاصة الى اولئك المحرومين والمهمشين منه خاصة وانهم اسهموا وبشكل مباشر عبر الانتخابات في صعوده وباقي الجوقة الى السلطة واستلام مقاليد الامور . غير ان الكارثة كانت كبيرة جدا ، فقد جاءت الكلمات مشتته ومبطنه ورخيصة ، كما هي عادته ومن معه عندما استرخصو دماء الشعب واهانوه في كل مرة وكما هو اسلوبه السخيف الذي عهدناه . فكان ان وعد كاذبا بأن البطاقة التموينية اصبحت من اولويات حكومته متناسيا ان الشعب يريد الكرامة التي استلبت على يديه ، البطاقة يا أبى اسراء ليست الهم الاول والاخير للمواطن العراقي الذي سلبت حقوقه في الحياة والعيش الآمن ، ومتناسيا ايضا ان حكومته السابقة واللاحقة وضعت الشعب تحت مطرقة الظروف القاسية . فلا خدمات ولا بنى تحتية ولاماء ولا كهرباء ولا مياه صرف صحي ولا مدارس ولا اعادة اعمار ولا صحة . والاهم من كل ذلك البطالة التي ضربت ارقامها القياسية في العراق . مرة اخرى يعود الهالكي ليضع الى جانبه شماعة البعث والبعثيين والصداميين والاسلاميين والقاعدة والظلاميين مخوفا الشعب ومبررا فشل حكومته الفاسدة المرتشية . هذه الاقاويل التي سأم منها المواطن واصبح بالنسبة له كالنشيد الوطني بعد ان تم تثبيتها بالدستور الذي وضعه الاحتلال عبر الحقوقي الاسرائيلي الذي كلفه به السفير الامريكي برايمر عندما كان الحاكم المدني للعراق في فترة الاحتلال الاولى . لقد تحدث الهالكي عن الاسلوب السلمي لانتقال السلطة في العراق مغالطا الناس ، فأي اسلوب سلمي وأي تداول للسلطة بعد ان صادر ارادة الناخبين في ابسط حقوق ومعان وحدود للمظاهر الديموقراطية بعد ان استولى على السلطة عنوة وحوّل حكومته وبرلمانه الى عملية تقاسم للغنائم على حساب الشعب ، بل انهم اعلنوا عن ارقام خيالية لميزانية الدولة ثم قالو بعدها انها لا تكفي ولذلك برروا عملية ارجاء الخدمات حتى الاعوام القادمة طالبا من الناس الانتظار سنين اخرى لانجاز ما يريدون. ان خروج الهالكي يوم الخميس 24 شباط ليحادث الناس لم يكن موفقاً ابداً ولن تنطلي كذبة التخويل للكتل السياسية ، فنحن نعرف والجميع يعرف انه افقدهم ارادتهم وخانهم وخان الامانة منذ لحظة التصويت داخل قبة البرلمان كما يسمونها عندما صادر الارادات كافة. مرةً اخرى خرج ليتوعد ويهدد وينتقم باسلوب مبطن لكل التظاهرات التي خرجت والتي ستخرج يوم 25 شباط طالبا تأجيلها بحجة ان هنالك احتياطات امنية بعد ان وصفها بأنعت الاوصاف على انها مظاهرات شغب وقتل واحراق وتفجير. ما ادراك ايها الحاكم المستبد بأنها سوف تكون كذلك ؟ وكأنك تقول بأنك من سيقف وراء القتل والسلب والحرق عبر عصاباتك التي استأجرتها من الخارج لان العراقي الشريف في الجيش والشرطة لن يختار الا صفوف شعبه واهله. انها كلمة الذل وحديث الذل والمهانة ، هذه العبارات ارى وكثير غيري، لا تعبر الا عن وهم السلطة وترنحها بعد ان اشبعت فساداً ورزهقاً للارواح. ان طلبك سيادة الحاكم الدكتاتور من المتظاهرين بعدم الخروج يوم الجمعة 25 شباط هو طلب سخيف وباطل مثلما هو حكمك باطل لانك تريد ان تقول للشعب وكما ورد في نص حديثك اخرجوا في يوم آخر لانك لا تريد هذا اليوم. ونقول لك ، لا تستطيع ان تفرض ارادتك على الشعب الذي عرف كيف يختار طريقه للعز فالشعب ليس هو حكومتك الرخيصة التي تأمرها فتأتمر ولا برلمانك الذي طوعته بين يديك فلم يعد يستطع ان يحمي الشعب. نقول اخيراً ان الحكومة والبرلمان الذي لا يستطيع ان يحمي الشعب لا يحق له ان يطلب من الشعب حمايته وهذه هي نهايتك بعون الله وبهمة الغيارى من شباب العراق ومشايخه نساءاً ورجالاً واطفالاً. وللحديث بقية بعد النصر ان شاء الله عندما نكتب للشعب احلى الكلمات بعد ان تكون ومن معك وراء قضبان العدالة ، عدالة الله والشعب والوطن.