ليس الغريب والمدهش والعجيب في الشأن العراقي أن يمر 6 كانون ثاني هذا العام والعراق بدون وزير دفاع!.. إن كان ذلك بقصد .. او بدونه!.. لأن رئيس الوزراء الحالي هو وزير الدفاع !.. ويجلس الى جواره بابكر زيباري !.. وفي هذه الذكرى تستعرض ميليشيات الجيش الجديد قدراتها على القمع أمامهما!.. كذلك ليس غريبا ولا مستغربا ان تقوم قناة ( البابلية ) أيضا بنقل الإستعراض هذه السنة!!.. بل الغريب والمدهش ان يكون العراق اليوم .. وطن بلا أسوار وسواتر وحجابات تحميه .. الغريب والعجيب أن يكون العراق وطن يعيش في أشد المحن .. ان يكون بلا جيش شهم وغيور ومدافع .. بلا سور للوطن .. وبلا حام أيام المحن .. العراق اليوم بلا جيش عراقي .. ولو كان له جيش حقيقي لثار على الظلم والحرمان ..ولأنتصر للمحرومين والمظلومين لا ان يصول عليهم بالقتل والتنكيل والبطش والإعتقال.. وليخسأ من يقول ويتندر بان له جيش فيه طائرات ودبابات وفرق وألوية ..وإن كان فيه البعض من العسكريين المحترفين الذين ساقتهم ظروف الحياة للعمل ..وهؤلاء لا حول لهم ولا قوة.. وليقول بان للعراق اليوم ميليشا كبيرة مترهلة من القتلة ومصاصي دماء الشعب وخونة الأمة .. ولعل اول المحتفلين بعيد الجيش سيكونوا تلك الطوابير الطويلة من العسكريين ( الحاليين ) الذين إنخرطوا في الجيش الجديد بعد منحهم الرتب والشارات من صاحبي ( البطاقات الحمراء ) الذين خصصت ( الحكومة العراقية الحالية ) لكل شخص منهم مبلغ عشرة ملايين دينار وقطعة أرض سكنية عند ثبوت انهم ( هربوا من الخدمة العسكرية ولم يحاربوا النظام الإيراني ) !.. ليصبح جيشنا اليوم جيش المدافعين عن إيران!.. وما الذي سيضيفه وزير الدفاع الجديد للعراق ؟..سواء كان وزيرا قبل 6 كانون ثاني أم بعده.. هل سيبني جيشا يذود عن أرض وسماء وماء العراق المحتل والمسلوب الإرادة؟.. هل سيلغي نسب الحصص الطائفية والحزبية في كلية الأركان والكليات العسكرية وفي الدورات والإيفادات والتعيينات ؟ هل سينتفض ويستدعي الضباط المهندسين والأطباء والفنيين والطيارين الذين تم طردهم وتسريحهم من الخدمة العسكرية او لم يتم إستدعائهم بلا ذنب إرتكبوه إلا لكونهم من دورات ( النظام السابق ) !.. وهل سيمحي الوزير الجديد ما قرره رئيس الوزراء الحالي ( وهو الوزير وكالة اليوم ) من قرارات وتعيينات طائفية ؟.. وهل سيقبل السفير الإيراني في العراق بسياساته الجديدة إن إختلفت عن النهج العام؟ بعد شيوع تقولات من إن الولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بما يجري في العرق سواء كان سفيرها أو قائد القوات الأمريكية فيهذا البلد المحتل!.. ومع ان السادس من ك2 من كل عام هو عيد الجيش العراقي الأصيل .. هذا الجيش الذي تغنت ببطولاته وصولاته الأجيال .. عيد العسكريين الوطنيين الحقيقيين ..وعيد أبنائهم وعوائلهم .. من كان في الخدمة او أبعد عنها.. من يعيش في العراق ومن إبتعد أو أبعد عنه.. إلا إن الذي يحتفل به اليوم في السلطة هم من ذبحوا أبطاله ورجاله وزوروا تأريخه ومواقفه وامجاده وإنتصاراته.. اليوم تحتفل إيران وأذنابها في العراق بمرور سبع سنوات على تحطيم هذا الجيش الذي أذاقهم الثبور وويل الهزائم .. وينسى خونة العراق وأعدائه أن للباطل جولة .. وسينتصر الحق كما إنتصر دائما.. عاش العراق وعاش شعبه الصابر المحتسب .. عاش جيش العراق الأصيل بكل صنوفه وتشكيلاته .. المجد لشهدائنا الأبرار.. والله أكبر..