تذكرت هذا الحديث الشريف وأنا أتابع مواقف التيار الصدري الانتهازية ولعبه على حبال القوائم وانتقالهم من واحدة لأخرى كالقردة.والرابط بين هذا الحديث الشريف ومواقف هذا التيار واضح لمن يعرف معنى الحديث ويراقب مواقف الصدريين,فحينما سئل سيدنا النبي(ص)عن خضراء الدمن أجاب صحابته الكرام أنها المرأة الجميلة التي تعيش في بيئة أو بيت أو وسط سيء,فالتيار الصدري يقوده شاب مغمور من إنصاف المتعلمين,بعد مقتل والده رحمه الله ارتمى بأحضان عجوز هرم يعيش بعقلية القرون الوسطىزقه الحقد واللؤم زقا,وبعد الاحتلال التفت حوله مجاميع من شذاذ الآفاق والقتلة المأجورين والموتورون وعدد من أصحاب العمائم الصغيرة الذين لا يفقهوا شيئا غير الحقد الطائفي وآخرون ممن يتظاهروا بالتمدن والحس الوطني وفي حقيقتهم هواة في مجال السياسة.كل هؤلاء يوهموا أتباعهم من الشباب الغير متعلم أو أنصاف المتعلمين والعطلة بشعارات وطنية وكلام براق عن العدالة الاجتماعية ومقاومة المحتل .. ومثلما الارتماء في أحضان الجميلة التي تربت في بيئة سيئة نتيجته العار بالدنيا والخسران في الآخرة,رغم دلعها وأنوثتها وغنجها,كذلك فان تصديق هذا التيار والسير معه يؤدي إلى نفس النتيجة أو أكثر سوءا...فالارتباط بتلك الجميلة مؤداه خسران نفسك وجلب العار لعائلتك,أي أن تأثيره محدود ولكن الارتباط في هذا التيار مؤداه خسران نفسك واهلك والعشيرة وتأثيره يتعدى ذلك ليكون عاما كونهم ضربوا رقما قياسيا في معدل جرائم القتل والتعذيب والتهجير التي قاموا بها خلال فترة قياسية لم يصل إليها كل العصابات الإجرامية ومليشيات القتل في أميركا وأوروبا ولا حتى عصابات الكيان الصهيوني. دعونا نراجع مواقف هذا التيار خلال الأشهر القليلة الماضية, بعد الانتخابات بمدة قليلة عرضوا مسرحية على أتباعهم السذج حول انتخاب رئيس الحكومة فكانت النتيجة فوز حليفهم القديم الجديد,السيد الجعفري,وكان المفروض أن يتبنوا هذا الموقف داخل ائتلافهم المشبوه,وهذا لم يحصل,ثم فاجئوا الجميع بوقوفهم مع اختيار السيد عادل عبد المهدي مرشحا لذاك الائتلاف.وكانوا حتى أيام قلائل يملئوا الدنيا عويلا ضد عدم السماح للمالكي بتولي رئاسة الحكومة مرة ثانية,وكانوا يصدحوا بهذا علنا في مجالسهم العامة والخاصة وقبل أيام معدودة خرج قائدهم الغر على فضائية البغدادية ورد على سائله حول تجديد ولاية المالكي بتلك الكلمة المأثورة عن والده ر والتي لم يرث منه غيرها.كلا كلا للمالكي..كل هذا أوهم الشارع المتحمس لرحيل المالكي واوهم السياسيين أيضا ومنهم ,مع الأسف,قادة القائمة العراقية,أن هذا التيار قد يكون سببا لإعادة الحياة السياسية في العراق إلى الطريق الصحيح وتغيير رأس الحكومة الذي بات أمل الجميع,,لكن الكل نسي أو تناسى تاريخ قادة هذا التيار ومنبتهم وبيئتهم السيئة التي ترعرعوا فيها وأخذتهم الشعارات البراقة والكلمات المنمقة التي لا تقل تأثيرا عن جمال وأنوثة وغنج تلك المرأة التي حذرنا سيدنا محمد(ص) من الارتباط بها والسير خلفها. في مقابلة على إحدى الفضائيات,سئل قائدهم الغر عن الجعفري أيام توليه رئاسة الحكومة فأجاب وبكل صلف أنهم قد عقدوا صفقة يومها مع الجعفري,لهم الشارع وله الحكومة,وكلنا نذكر ما جرى أيام الجعفري من أعمال يندى لها جبين البشرية كان لجيش المهدي,الذراع العسكري للتيار الصدري.اليد الطولى فيه ,فهل عادوا اليوم و عقدوا نفس الصفقة مع المالكي وعصبته؟,وهل ستتشكل حكومة يرأسها المالكي ويقودها الصدر يون؟ وهل ستعود مجاميعهم تكمم الأفواه في دوائر الدولة الرسمية وتسيطر على أجهزة الشرطة وقوات الجيش؟ ومن ثم هل ستعود حليمة لعادتها القديمة؟ وهل سيعود أتباعهم في المناطق الشعبية يأخذوا الإتاوات من الناس علنا في وضح النهار كما كانوا يفعلوا قبل 2008؟ وهل سيعود العراق إلى الحضيض ثانية وتعود أفواج المهجرين تقطر إلى دول الجوار؟..كل هذه الأسئلة أضعها إمامكم لنبحث معا عن إجابات لها ونجد مخرجا لهذا الشعب الذي مل من الانتظار واستهتار السياسيين به ... والسلام